mercredi 30 janvier 2013

شيء عن الغرابة




انـتـظـرتك طـويـلا حـتـى مـلـلـت
أصـبّـر نـفـسـي بـمـوعـد قـريـب تـفـصل بـينـه قـافـلـة مـن الـسـيـارات المـسـتـعـجـلـة مـن بـكـرة الـصـبـاح
أمـلـي عـيـنـاي مـن أشـبـاهـك و أوهـم نـفـسـي بـك ،تـتـوقـفـين لـي دون إشـارة مـنـي و تـأخـذيـنـنـي إلى قـدري الـذي لا اذهـبـه دونـك
انـتـظـرتـك طـويـلا حـتـى مـلـلـت
وانـا انـظـر سـاعـة مـعـصـمـي ،الـوقـت يـمـر بـسـرعـة خـاطـفـة و لا أشـعـره ،لانـك لازلـت مـخـتـفـيـة ،ايـنـاكـي كـل هـذا الـوقـت فـكـم مـرة خـلـفـت  الـوعـد و لـم
تـأتِ
أمـسـك بـحقـيـبـتـي جـيـدا و ألـتـفـت يـميـنـا و يـسـارا عــلّـنـي أجـدك مـن بـيـن هـذا الـزحـام و هـذه الـحـركـة الـصـبـاحـيـة التـي لا تهـدأ و سـكـون الــلـيـل
أصـبّـح عـلـى مـعـارفـي و جـيـرانـي و أنـا أتـأمـل قـدرتـي عـلـى الانـتـظـار

قـررت عـدم الـخـضـوع الـيـك ،سـأذهـب بـمـفـردي ،ساقـاي سـتـقـوداننـي حـيـث مـصيـري الـمـنـتـظـرني كـل صـبـاح
حـملـلت مـلـلـي و كـدري و دهـري لــلـوقت و مـضـيت فـي سـبـيـلـي
بـدأت سـيـري بـخـطـوات ثـقـيـلـة ثـم أخـذت أسـرع و أسـرع ،التـفـت لبـرهـة نـحـو طـريـق الـسـيـارات
فـوجـدتـك كالـيـتـيـمـة فـي احـضـان الــصـبـاح
...أكـمـلت مـشواري بـأنـفـة انـثـى فأنا لـم اعـد احـتـاجـك
كـم هـي غـريـبـة سـيـارات الأجــرة 



الغرافيتي أو الجرافيتي.. لن نختلف في انتقاء حروف تدوينها ككلمة   بقدر ما سنختلف في تحديد تاريخ ظهوره كفن.




ذاكرة هذه الرسوم التي كادت ان تقلب مسار العالم تتحدد بصورة شبه ضبابية، بمعرفة شبه واعية معرفة غامضة كصورة قليلة الدقة و مهزوزة. فإذا وضعنا لهذا الفن شفرة تعنيه و قانونا يحميه أو حتى قاعدة تستبنيه، سندرك ما يتناقل من معلومات عن أن الجرافيتي هو الرسم على الجدران بمواد محددة مسبقا و مواضيع مستهلكة و طريقة تتناقل من قارة إلى أخرى/ هذا الفن الذي أطلقه من يسكن الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات ، هو ذا الذي حدد استعمالاته و مجالاته و ممارساته. ففعل الرسم على جدار عام ليس مسبوقا بإذن من بلدية أو جهة معنية بالأمر هو ملجأ للاعتراض على أمر سياسي أو اجتماعي أو توصيل رسالة في نفس الشأن. من جهة شخصية يعتبر هذا التحديد للمفهوم ضيّق نسبيا لأن الفنون عادة لا تخضع لقواعد و قوانين تحكمها  لذلك قد وجب توسيع نطاق الممكن فيه ليكون الرسم على الجدران  هو تدوينة على كرسي حديقة عامة أو شجرة الطريق أو ربما خربشة تلميذ على طاولة الدراسة أو  باب الحمام المدرسي ـ هل هو تلك الرسوم التي تحملها الجدران الباقية من زمن الفراعنة ، صورة لخطوط متداخلة صعُب فكّ شفراتها إلى يوم الناس، ربما هو عينه الذي تحمله آثار حضارة بلاد الرافدين من رسومات تحكي بصدق و أمانة فنون هذه الحضارة الضاربة جذورها في عمق التاريخ

فهناك حيث الفنون المتطورة للغاية و الأدوات العصرية إلى أبعد الحدود قدّ وفق أهلها  في تطوير فنّ من أرقى ما استعملته الإنسانية  لتدوين يومياتهم و التي أصبحت لنا ذاكرة و تاريخا