mercredi 30 janvier 2013


الغرافيتي أو الجرافيتي.. لن نختلف في انتقاء حروف تدوينها ككلمة   بقدر ما سنختلف في تحديد تاريخ ظهوره كفن.




ذاكرة هذه الرسوم التي كادت ان تقلب مسار العالم تتحدد بصورة شبه ضبابية، بمعرفة شبه واعية معرفة غامضة كصورة قليلة الدقة و مهزوزة. فإذا وضعنا لهذا الفن شفرة تعنيه و قانونا يحميه أو حتى قاعدة تستبنيه، سندرك ما يتناقل من معلومات عن أن الجرافيتي هو الرسم على الجدران بمواد محددة مسبقا و مواضيع مستهلكة و طريقة تتناقل من قارة إلى أخرى/ هذا الفن الذي أطلقه من يسكن الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات ، هو ذا الذي حدد استعمالاته و مجالاته و ممارساته. ففعل الرسم على جدار عام ليس مسبوقا بإذن من بلدية أو جهة معنية بالأمر هو ملجأ للاعتراض على أمر سياسي أو اجتماعي أو توصيل رسالة في نفس الشأن. من جهة شخصية يعتبر هذا التحديد للمفهوم ضيّق نسبيا لأن الفنون عادة لا تخضع لقواعد و قوانين تحكمها  لذلك قد وجب توسيع نطاق الممكن فيه ليكون الرسم على الجدران  هو تدوينة على كرسي حديقة عامة أو شجرة الطريق أو ربما خربشة تلميذ على طاولة الدراسة أو  باب الحمام المدرسي ـ هل هو تلك الرسوم التي تحملها الجدران الباقية من زمن الفراعنة ، صورة لخطوط متداخلة صعُب فكّ شفراتها إلى يوم الناس، ربما هو عينه الذي تحمله آثار حضارة بلاد الرافدين من رسومات تحكي بصدق و أمانة فنون هذه الحضارة الضاربة جذورها في عمق التاريخ

فهناك حيث الفنون المتطورة للغاية و الأدوات العصرية إلى أبعد الحدود قدّ وفق أهلها  في تطوير فنّ من أرقى ما استعملته الإنسانية  لتدوين يومياتهم و التي أصبحت لنا ذاكرة و تاريخا  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire